وقال السمرقندى :
﴿ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بالله ﴾ وذلك أنهم لما رجعوا إلى قومهم، قال لهم كفار قومهم : تركتم ملة عيسى ويقال : إن كفار مكة عاتبوهم على إيمانهم.
وقالوا : لم تركتم دينكم القديم، وأخذتم الدين الحديث؟.
فقالوا :﴿ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بالله ﴾ ومعناه : وما لنا لا نصدق بالله أن محمداً رسوله، والقرآن من عنده، ﴿ وَمَا جَاءنَا مِنَ الحق ﴾ يعني : وبما جاءنا من الحق، ﴿ وَنَطْمَعُ ﴾ يقول : نرجو، ﴿ أَن يُدْخِلَنَا مَعَ القوم الصالحين ﴾ يعني : مع المؤمنين الموحدين في الجنة فمدحهم الله تعالى، وحكى عن مقالتهم، وأخبر عن ثوابهم في الآخرة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بالله وَمَا جَآءَنَا مِنَ الحق ﴾ بيّن استبصارهم في الدين ؛ أي يقولون وما لنا لا نؤمن ؛ أي وما لنا تاركين الإيمان.
ف "نُؤْمِنُ" في موضع نصب على الحال.
﴿ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ القوم الصالحين ﴾ أي مع أُمة محمد ﷺ بدليل قوله :﴿ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصالحون ﴾ [ الأنبياء : ١٠٥ ] يريد أُمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي الكلام إضمار أي نطمع أن يدخلنا ربنا الجنة.
وقيل :"مع" بمعنى "في" كما تذكر "في" بمعنى "مع" تقول : كنت فيمن لقي الأمير ؛ أي مع من لقي الأمير.
والطمع يكون مخففاً وغير مخفف ؛ يقال : طَمِع فيه طَمَعاً وطَمَاعَةً وطَمَاعِيَة مخفف فهو طَمِع. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾