فقال : يا رسول الله! ائذن لنا في الترهب، فقال : إن ترهب أمتي الجلوس في المساجد انتظاراً لصلاة "وللشيخين والترمذي والنسائي والدارمي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أيضاً قال :" أراد عثمان بن مظعون أن يتبتل فنهاه رسول الله ﷺ، ولو أذن له - وفي رواية : ولو أجاز له - التبتل لاختصينا " وللدارمي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أيضاً قال :" لما كان من أمر عثمان بن مظعون رضي الله عنه الذي كان ممن ترك النساء بعث إليه رسول الله ﷺ فقال : يا عثمان! إني لم أومر بالرهبانية، أرغبت عن سنتي؟ قال : لا يا رسول الله! قال : إن من سنتي أن أصلي وأنام وأصوم وأطعم وأنكح وأطلق، فمن رغب عن سنتي فليس مني، يا عثمان! إن لأهلك عليك حقاً، ولعينك عليك حقاً، قال سعد : فوالله لقد كان أجمع رجال من المؤمنين على أن رسول الله ﷺ إن هو أقر عثمان على ما هو عليه أن نختصي فنتبتل " وقال شيخنا ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف : وروى الطبراني من طريق ابن جريج عن مجاهد قال :" أراد رجال منهم عثمان بن مظعون وعبد الله بن عمرو أن يتبتلوا ويخصوا أنفسهم ويلبسوا المسوح " ومن طريق ابن جريج عن عكرمة " أن عثمان بن مظعون وعلي بن أبي طالب وابن مسعود والمقداد بن الأسود وسالماً مولى أبي حذيفة في جماعة رضي الله عنهم تبتلوا فجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء ولبسوا المسوح، وحرموا طيبات الطعام واللباس، وهموا بالاختصاء، وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار، فنزلت :﴿يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم﴾ - الآية، فبعث إليهم رسول الله ﷺ فقال : إن لأنفسكم عليكم حقاً، فصوموا وأفطروا وصلوا وناموا، فليس منا من ترك سنتنا " وللترمذي عن سمرة رضي الله عنه ان النبي ﷺ نهى عن التبتل.