ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ﴾
لقد نقل الله الحكم بعدما انتهى من هذه الجزئية إلى حكم عام هو طاعة الله وطاعة الرسول. وأنت ساعة تستقرئ أمر الله بالطاعة فأنت تجدها في صور متعددة. فمرة يقول :﴿ وَأَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول ﴾ [ المائدة : ٩٢ ].
فقد كرر الأمر بالطاعة لله وللرسول، فالإطاعة لله في الحكم العام، وإطاعة الرسول في تفصيله، ومرة يقول سبحانه :﴿ قُلْ أَطِيعُواْ الله والرسول ﴾ [ آل عمران : ٣٢ ].
إنه هنا لا يكرر أمر الطاعة، فهناك أمر للطاعة، وهناك مطاع، وهناك مطيع والمطيع، هم المخاطبون، فهو هنا يوجد أمر الطاعة، والمطاع هنا هو الله، والرسول يأتي معطوفا على لفظة الجلالة.
ومرة يقول الحق سبحانه :﴿ وَأَطِيعُواْ الرسول ﴾ [ النور : ٥٦ ].
نحن إذن أمام حالات للطاعة : الأولى : وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول، والثانية : أطيعوا الله والرسول، والثالثة : أطيعوا الرسول، ومرة واحدة فقط يعطف على ذلك " أولي الأمر " فيقول جل وعلا :﴿ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِي الأمر مِنْكُمْ ﴾ [ النساء : ٥٩ ].
وحين قال الحق :﴿ وَأَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول ﴾ [ المائدة : ٩٢ ].
فهو يكرر الأمر بالطاعة عند الله وعند الرسول، لكن عند أولي الأمر لم يأت سبحانه بأمر :" وأطيعوا " ؛ ذلك أن طاعة أولي الأمر تكون من باطن الطاعتين : طاعة الله، وطاعة الرسول ؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وإذا قال الحق :﴿ وَأَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول ﴾ تكون طاعة الله في الحكم العام، وطاعة الرسول في تفصيل الحكم. والمثال قوله الحق :﴿ وَللَّهِ عَلَى الناس حِجُّ البيت ﴾ [ آل عمران : ٩٧ ].


الصفحة التالية
Icon