لطيفة
قال ابن جزى :
قيل : كرر التقوى مبالغة، وقيل : الرتبة الأولى : اتقاء الشرك، والثانية اتقاء المعاصي، والثالثة : اتقاء ما لا بأس به حذراً مما به البأس، وقيل : الأولى للزمان الماضي والثانية للحال، والثالثة للمستقبل ﴿ وَّأَحْسَنُواْ ﴾ يحتمل أن يريد الإحسان إلى الناس أو الإحسان في طاعة الله وهو المراقبة، وهذا أرجح لأنه درجة فوق التقوى، ولذلك ذكر في المرة الثالثة وهي الغاية، ولذلك قالت الصوفية : المقامات ثلاثة : مقام الإسلام ثم مقام الإيمان ثم مقام الإحسان. أ هـ ﴿التسهيل حـ ١ صـ ١٨٧﴾
لطيفة
قال فى البحر المديد :
الإشارة : المقامات التي يقطعها المريد ثلاث : مقام الإسلام، ومقام الإيمان، ومقام الإحسان، فما دام المريد مشتغلاً بالعمل الظاهر ؛ من صلاة وصيام وذكر اللسان، سُمي مقام الإسلام، فإذا انتقل لعمل الباطن من تخلية وتحلية وتهذيب وتصفية، سُمي مقام الإيمان، فإذا انتقل لعمل باطن الباطن من فكرة ونظرة وشهودة وعيان سمي مقام الإحسان، وهذا اصطلاح الصوفية ؛ سموا ما يتعلق بإصلاح الظواهر : إسلامًا، وما يتعلق بإصلاح القلوب والضمائر، إيمانًا، وما يتعلق بإصلاح الأرواح والسرائر : إحسانًا. وجعل الساحلي في البغية كل مقام مركبًا من ثلاثة مقامات، فالإسلام مركب من التوبة والتقوى والاستقامة، والإيمان مركب من الإخلاص والصدق والطمأنينة، والإحسان مركب من مراقبة ومشاهدة ومعرفة. أ هـ ﴿البحر المديد حـ ٢ صـ ٧٥﴾


الصفحة التالية
Icon