فقال : واللّه لو ألحقني بعبد أسود للحقته، فقام إليه رجل آخر فقال : يا رسول اللّه أين أنا؟ قال : في النار.
فقام عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقبل رجل رسول اللّه وقال : رضينا باللّه ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وبالقرآن إماماً، إنا يا رسول اللّه حديثو عهد بالجاهلية والشرك فاعف عنا عفى اللّه عنك فسكن غضبه وقال :" أما والذي نفسي بيده لقد صورت لي الجنة والنار أنفاً في عرض هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير والشر ".
وقال ابن عباس : كانوا قوم يسألون رسول اللّه ( عليه السلام ) امتحاناً بأمره، واستهزاءً به، فيقول له بعضهم من أبي؟ ويقول الآخر : أين أنا؟ ويقول الآخر إذا خلت ناقته : أين ناقتي؟ فأنزل اللّه تعالى هذه الآية. (١)
وقال علي وأبو أمامة الباهلي :" خطب بنا رسول اللّه ﷺ وقال :" إن اللّه كتب عليكم الحج ". فقام رجل من بني أسد يقال له عكاشة بن محسن فقال : أفي كل عام يا رسول اللّه؟ فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلاثاً، فقال ( عليه السلام ) :" ويحك وما يؤمنك أن أقول نعم، واللّه لو قلت نعم لوجبت، ولو أوجبت ما استطعتم ولو تركتم لكفرتم فاتركوني كما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء، فأتوا منه ما استطعتم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ".
وقال مجاهد : نزلت هذه الآية حين قالوا لرسول اللّه عن البحيرة والسائبة ألا ترى يقول بعد ذلك ما جعل اللّه من بحيرة ولا سائبة الآية. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾