﴿ فاتقوا الله يا اولي الألباب لعلكم تفلحون ﴾ أي اتقوه في إيثار الطيب وإن قل على الخبيث وإن كثر، قال الزمخشري ومن حق هذه الآية أن يكفح بها المجبرة إذا افتخروا بالكثرة.
قال شاعرهم :
وكاثر بسعدٍ إنّ سعداً كثيرة...
ولا ترجُ من سعدٍ وفاء ولا نصرا
وقال آخر :
لا يدهمنك من دهمائهم عدد...
فإنّ جلَّهم كلَّهم بقرُ
وهو على عادته من تسمية أهل السنة مجبرة وذمهم وخص تعالى الخطاب والنداء بأولي الألباب لأنهم المتقدمون في تمييز الطيب والخبيث فلا ينبغي لهم إهمال ذلك.
قال ابن عطية وكأن الإشارة إلى لب التجربة الذي يزيد على لب التكليف بالجبلة والفطنة المستنبطة والنظر البعيد انتهى. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾