وقيل لابن عمر لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه فإن الله يقول ﴿ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا هتديتم ﴾ فقال ابن عمر : إنها ليست لي ولا لأصحابي لأن رسول الله ﷺ قال ألا ليبلغ الشاهد الغائب فكنا نحن الشهود وأنت الغائب ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم.
وعن أبي أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له : كيف نصنع بهذه الآية قال : أية آية قلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ﴾ قال : أما والله لقد سألت عنها خبيراً سألت عنها رسول الله ﷺ فقال " ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أيام الصبر فمن صبر فيهن قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم "
وفي رواية :" قيل : يا رسول الله أجر خمسين رجلاً منا أو منهم، قال : لا بل أجر خمسين منكم " أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب وقيل في معنى الآية : إن العبد إذا عمل بطاعة الله واجتنب نواهيه لا يضره من ضل.
وقال ابن عباس : قوله " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " يقول إذا ما العبد أطاعني فيما أمرته من الحلال والحرام فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به وعن صفوان بن محرز قال : دخل عليَّ شاب من أصحاب الأهواء فذكر شيئاً من أمره فقلت له : ألا أدلك على خاصة الله التي خص بها أوليائه ﴿ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ﴾ وقال الحسن : لم يكن مؤمن فيما مضى ولا مؤمن فيما بقي إلا وإلى جانبه منافق يكره عمله.
وقيل في معنى الآية : لا يضركم من كفر بالله وحاد عن قصد السبيل من أهل الكتاب إذا اهتديتم أنتم.
قال سعيد بن جبير : نزلت هذه الآية في أهل الكتاب.