الثانية قوله تعالى :﴿ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾ معناه احفظوا أنفسكم من المعاصي ؛ تقول عليك زيداً بمعنى الزم زيداً ؛ ولا يجوز عليه زيداً، بل إنما يجري هذا في المخاطبة في ثلاثة ألفاظ ؛ عليك زيداً أي خذ زيداً، وعندك عمراً أي حضرك، ودونك زيداً أي قَرُب منك ؛ وأنشد :
يا أيّها المَائِحُ دَلْوِي دُونَكَا...
وأما قوله : عليه رجلاً لَيْسَنِي، فشاذّ.
الثالثة روى أبو داود والترمذيّ وغيرهما عن قيس قال : خطبنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال : إنكم تقرؤون هذه الآية وتتأولونها على غير تأويلها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذَا اهتديتم" وإني سمعت رسول الله ﷺ يقول :" إن الناس إذا رأُوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده " قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ؛ قال إسحاق بن إبراهيم سمعت عمرو بن عليّ يقول سمعت وَكِيعاً يقول : لا يصح عن أبي بكر عن النبي ﷺ ولا حديث واحد، قلت : ولا إسماعيل عن قيس، قال : إن إسماعيل روى عن قيس موقوفاً.


الصفحة التالية
Icon