وأصحاب السنن الأربعة والحارث وأحمد بن منيع وأبو يعلى " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يا أيها الناس! إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها، وإني سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن الناس إذا رأوا منكراً فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه.
قال البغوي : وفي رواية : لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليستعملن الله عليكم شراركم فليسومونكم سوء العذاب، ثم ليدعون الله خياركم فلا يستجاب لكم " والله الموفق.
ولما حكم الله تعالى - وهو الحكم العدل - أنه لا ضرر عليهم من غيرهم بشرط هداهم، وكان الكفار يعيرونهم، قال مؤكداً لما أخبر به ومقرراً لمعناه :﴿إلى الله﴾ أي الملك الأعظم الذي لا شريك له، لا إلى غيره ﴿مرجعكم﴾ أي أنتم ومن يعيركم ويهددكم وغيرهم من جميع الخلائق ﴿جميعاً فينبئكم﴾ أي يخبركم إخباراً عظيماً مستوفى مستقصى ﴿بما كنتم تعملون﴾ أي تعمداً جبلة وطبعاً، ويجازي كل أحد بما عمل على حسب ما عمل.
ولا يؤاخذ أحداً بما عمل غيره ولا بما أخطأ فيه أو تاب منه، وليس المرجع ولا شيء منه إلى الكفار ولا معبوداتهم ولا غيرهم حتى تخشوا شيئاً من غائلتهم في شيء من الضرر. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٥٥٣ ـ ٥٥٦﴾