٢٠٨٥ -.......
فَإنَّما هِيَ إقْبَالٌ وإدْبَارُ
قلتُ : وهذا يرجِّحُ ما قدَّمْتُه من أنه أطْلَقَ المصْدر على الشخص ؛ مبالغةً ؛ نحو :" رَجُلٌ عَدْلٌ "، ثم قال :" ولا يجوزُ أنْ يُرادَ بساحرٍ السِّحْرُ، وقد جاء فاعل يراد به المصدرُ في حروفٍ ليست بالكثير، نحو :" عَائِذاً بالله من شَرِّهِ "، أي : عِيَاذاً، ونحو " العافية " ولم تَصِرْ هذه الحروفُ من الكثرة بحيثُ يسوغُ القياس عليها ".
وإن قيل : إنَّهُ - تعالى - عدَّدَ هُنَا نِعمَ اللَّه تعالى على عيسى - عليه السلام -، وقولُ الكُفَّار في حقه ﴿ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾، ليس من النِّعَمِ، فكيف ذكره هنا؟.
فالجوابُ إنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ، فَطَعْن الكُفَّار في عيسى - عليه السلام - بهذ الكلام، يَدُلُّ على أنّ نِعْمَةِ الله كانت في حقِّه عَظِيمَة، فَحَسُنَ ذِكْرُه عند تعديد النِّعم من هذا الوجه. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٧ صـ ٥٩٦ ـ ٦٠٣﴾. باختصار.
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا﴾
التذكيرُ بوجوه النعم يستخرج خلاصة الحُب والهيمان في المذكور وكلُّ وقتٍ للأحباب يمضي يصير لهم حديثاً يتلى من بعدهم : إما عليهم وإمَّا عنهم. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٥٤﴾