" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله تعالى :﴿ أَنْ آمِنُواْ بِي ﴾ : في " أنْ " وجهان :
أظهرهما : أنها تفسيرية ؛ لأنها وردت بعد ما هو بمعنى القولِ، لا حروفه.
والثاني : أنها مصدريَّةٌ بتأويلٍ متكلَّف، أي : أوْجبْتُ إليهم الأمر بالإيمان، وهنا قالوا " آمَنَّا " ولم يُذْكَر المُؤمنُ به، وهناك ﴿ آمَنَّا بالله ﴾ [ آل عمران : ٥٢ ] فذكره، والفرق أنَّ هناك تقدَّم ذكرُ الله تعالى فقط، فأُعيدَ المؤمَنُ به، فقيل :" بالله " وهنا ذُكِرَ شيئان قبل ذلك، وهما :﴿ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي ﴾، فلم يُذْكَر ؛ ليشمل المذكورين، وفيه نظرٌ، وهنا قال " بأنَّنَا " وهناك قال " بِأنَّا " بحذف " نَا "، وقد تقدَّم غيره مرة : أنَّ هذا هو الأصل، وإنما جِيءَ هنا بالأصل ؛ لأنَّ المُؤمنَ به متعدِّدٌ، فناسَبَه التأكيد. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٧ صـ ٦٠٣﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (١١١) ﴾
وإنما خصَّهم بالوحي إلهاماً وإكراماً لانبساط ضياء عيسى عليهم، وفي الأثر :" هُمُ القومُ لا يَشْقَى بهم جليسُ ". أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٥٥﴾