قال القاضي أبو محمد : وضعّف بعض الناس هذا المنزع بقوله تعالى :﴿ لا يحزنهم الفزع الأكبر ﴾ [ الأنبياء : ١٠٣ ] والأنبياء في أشد أهوال يوم القيامة وحالة جواز الصراط يقولون سلم سلم وحالهم أعظم وفضل الله عليهم أكثر من أن تذهل عقولهم حتى يقولوا ما ليس بحق في نفسه، وقال ابن عباس رضي الله عنه : معنى الآية لا علم لنا إلا علماً أنت أعلم به منا.
قال القاضي أبو محمد : وهذا حسن، كأن المعنى لا علم لنا يكفي وينتهي إلى الغاية، وقال ابن جريج : معنى ماذا أجبتم؟ ماذا عملوا بعدكم وما أحدثوا؟ فلذلك قالوا لا علم لنا.
قال القاضي أبو محمد : وهذا معنى حسن في نفسه، ويؤيده قوله تعالى :﴿ إنك أنت علام الغيوب ﴾ لكن لفظة ﴿ أجبتم ﴾ لا تساعد قول ابن جريج إلا على كره، وقول ابن عباس أصوب هذه المناحي لأنه يتخرج على التسليم لله تعالى ورد الأمر إليه، إذ قوله ﴿ ماذا أجبتم ﴾ لا علم عندهم في جوابه إلا بما شوفهوا به مدة حياتهم، وينقصهم ما في قلوب المشافهين من نفاق ونحوه، وما ينقصهم ما كان بعدهم من أمتهم والله تعالى يعلم جميع ذلك على التفصيل والكمال. فرأوا التسليم له والخضوع لعلمه المحيط وقرأ أبو حيوة " ماذا أَجبتم " بفتح الهمزة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد الخازن فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله عز وجل :﴿ يوم يجمع الله الرسل ﴾ قال الزجاج هي متصلة بما قبلها تقديرها : واتقوا الله يوم يجمع الله الرسل، وقيل : تقدير : والله لا يهدي القوم الفاسقين يوم يجمع الله الرسل.