وقال الخليل بن أحمد : العيد كل يوم مجمع كأنهم عادوا إليه.
وقال ابن الأنصاري : سمي العيد عيداً للعود من الترح إلى الفرح فهو يوم سرور للخلق كلهم ألا ترى أن المسجونين لا يطالبون ولا يعاقبون ولا تصطاد فيه الوحوش والطيور ولا ينفذ الصبيان إلى المكتب، وقيل : سمي عيداً لأن كل إنسان يعود إلى قدر منزلته ألا ترى إختلاف ملابسهم وأحوالهم وأفعالهم فمنهم من يضيف ومنهم من يضاف ومنهم من يظلم ومنهم من يرحم، وقيل : سمي بذلك لأنه يوم شريف فاضل تشبيهاً بالعيد وهو فحل نجيب كريم ومشهور في العرب وينسبون إليه فيقال : إبل عيدية. قال الراعي :
| عيد به طويت على زفراتها | طي القناطر قد نزلن نزولا |
وقرأ زيد بن ثابت : لأولنا وآخرنا على الجميع.
وقال ابن عباس : يعني نأكل منها آخر الناس كما أكل أولهم. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
ومعنى ﴿ تكون لنا عيداً ﴾ أي يكون تذكّر نزولها بأن يجعلوا اليوم الموافق يوم نزولها من كلّ سنة عيداً، فإسناد الكون عيداً للمائدة إسناد مجازي، وإنّما العيد اليوم الموافق ليوم نزولها، ولذلك قال :﴿ لأوّلنا وآخرنا ﴾، أي لأوّل أمّة النصرانية وآخرها، وهم الذين ختمت بهم النصرانية عند البعثة المحمدية.
والعيد اسم ليوم يعود كلّ سنة، ذكرى لنعمة أو حادثة وقعت فيه للشكر أو للاعتبار.
وقد ورد ذكره في كلام العرب.
وأشهر ما كانت الأعياد في العرب عند النصارى منهم، قال العجاج:
كمَا يعُودُ العيدَ نصرانيّ...
مثل يوم السباسب في قول النابغة:
يُحَيَّوْنَ بالرّيْحَان يوْمَ السَّبَاسب...
وهو عيد الشعانين عند النصارى.