حَدَّثَنِي الثِّقَةُ أَنَّ بَعْضَ رِجَالِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ عَادَ مَرِيضًا مِنَ الرِّجَالِ الْمُعْتَقِدِينَ الْمَشْهُورِينَ بِالْكَرَامَاتِ فَأَقَامَ عِنْدَهُ فِي حُجْرَةِ النَّوْمِ سَاعَةً وَكَانَ قَدْ نَقِهَ، ثُمَّ أَرَادَ الِانْصِرَافَ فَآلَى عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَشَّى مَعَهُ، ثُمَّ دَعَى بِالْخِوَانِ فَنُصِبَ وَلَمْ يُوضَعْ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الطَّعَامِ فَجَلَسَ إِلَيْهِ الشَّيْخَانِ وَصَارَ الْمَزُورُ يَقْتَرِحُ عَلَى الزَّائِرِ أَنْ يَذْكُرَ مَا يَشْتَهِي مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ، وَكُلَّمَا ذَكَرَ شَيْئًا مَدَّ الْمَزُورُ صَاحِبُ الدَّارِ يَدَهُ فَأَخْرَجَ صَحْنًا مِنْ تَحْتِ كُرْسِيٍّ أَوْ أَرِيكَةٍ بِجَانِبِهِ مَمْلُوءًا بِذَلِكَ اللَّوْنِ وَهُوَ سُخْنٌ يَتَصَاعَدُ بُخَارُهُ، حَتَّى ذَكَرَ عِدَّةَ أَلْوَانٍ لَا تَنَاسُبَ بَيْنَهَا وَلَمْ تَجْرِ عَادَةُ الْبَلَدِ بِالْجَمْعِ بَيْنَهَا، وَأَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَكُونَ طُبِخَتْ وَوَضُعِتْ تَحْتَ ذَلِكَ الْكُرْسِيِّ وَبَقِيَتْ عَلَى حَرَارَتِهَا كُلَّ تِلْكَ الْمُدَّةِ، فَأَمْثَالُ هَذِهِ الْحِكَايَةِ يَعُدُّهَا بَعْضُ مَنْ ثَبَتَتْ رِوَايَتُهَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَوَارِقِ، وَيَعُدُّهَا بَعْضُهُمْ مِنَ الشَّعْوَذَةِ وَالْحِيَلِ الَّتِي اكْتَشَفَ مِثْلَهَا، وَهُوَ مَوْضُوعُ الْحِكَايَةِ الثَّانِيَةِ :
حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الطَّرِيقِ وَالْمَنَاصِبِ الْعِلْمِيَّةِ بِوَاقِعَةٍ وَقَعَتْ لِوَالِدِهِ، وَكَانَ مُعْتَقِدًا مُحْتَرَمًا مَعَ رَجُلٍ غَرِيبٍ جَاءَ مَدِينَتَهُمْ وَظَهَرَ عَلَى يَدَيْهِ عِدَّةُ غَرَائِبَ عُدَّتْ مِنَ الْكَرَامَاتِ.