ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ﴾
وساعة يقول الحق :" إني " فهو يستخدم نون الإفراد. ونعلم أن هناك أسلوبين لحديث الحق سبحانه عن نفسه. إنه ساعة يتحدث عن وحدانيته يأتي بنون الإفراد فيقول سبحانه :﴿ إنني أَنَا الله ﴾ [ طه : ١٤ ].
وساعة يتحدث سبحانه وتعالى عن سيال القدرة الشاملة العامة لكل صفات الكمال التي تتطلب إيجاد الشيء يأتي بنون التعظيم فيقول :﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [ الحجر : ٩ ].
وهو سبحانه أراد هنا أن يعطينا معنى التوحيد فقال :﴿ قَالَ الله إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ﴾. ذلك أن المائدة ستنزل من السماء، ولا يقدر على ذلك إلا الله وحده سبحانه وتعالى.
ويتبع الحق ذلك بقوله :﴿ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فإني أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ العالمين ﴾. فسبحانه يرسل رسله بعد أن يجتبيهم، وإياك أيها العبد أن تقول : إن فلاناً بذاته من الرسل أفضل من فلان ؛ لأن الحق هو الأعلم برسله :﴿ الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾. وعلينا أن نتبع الرسل، وعندما حاول بعض من أهل الجاهلية التعجب من شأن القرآن الذي نزل على محمد ﷺ كما يخبر القرآن الكريم في قوله تعالى :﴿ وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هذا القرآن على رَجُلٍ مِّنَ القريتين عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحياة الدنيا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [ الزخرف : ٣١-٣٢ ].