﴿ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا ﴾ أي : نحن محتاجون إلى الأكل منها ﴿ وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا ﴾ إذا شاهدنا نزولها رزقًا لنا من السماء ﴿ وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا ﴾ أي : ونزداد إيمانًا بك وعلمًا برسالتك، ﴿ وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ أي : ونشهد أنها آية من عند الله، ودلالة وحجة على نبوتك وصدق ما جئت به.
﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأوَّلِنَا وَآخِرِنَا ﴾ قال السُّدِّي : أي نتخذ ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيدًا نعظمه نحن وَمَنْ بعدنا، وقال سفيان الثوري : يعني يومًا نصلي فيه، وقال قتادة : أرادوا أن يكون لعقبهم من بعدهم، وعن سلمان الفارسي : عظة لنا ولمن بعدنا. وقيل : كافية لأولنا وآخرنا.
﴿ وَآيَةً مِنْكَ ﴾ أي : دليلا تنصبه على قدرتك على الأشياء، وعلى إجابتك دعوتي، فيصدقوني فيما أبلغه عنك ﴿ وَارْزُقْنَا ﴾ أي : من عندك رزقًا هنيئًا بلا كلفة ولا تعب ﴿ وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ. قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنزلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ ﴾ أي : فمن كذب بها من أمتك يا عيسى وعاندها ﴿ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ أي : من عالمي زمانكم، كقوله :﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر : ٤٦]، وكقوله :﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ [النساء : ١٤٥].


الصفحة التالية
Icon