قال الفخر :
قرأ حمزة والكَسائي ﴿ساحر﴾ بالألف وكذلك في يونس وهود والصّف، وقرأ ابن عامر وعاصم في يونس بالألف فقط والباقون ﴿سِحر﴾ فمن قرأ ﴿ساحر﴾ أشار إلى الرجل ومن قرأ ﴿سِحر﴾ أشار به إلى ما جاء به.
وكلاهما حسن لأن كل واحد منهما قد تقدم ذكره.
قال الواحديّ - رحمه الله- : والاختيار ﴿سِحر﴾ لجواز وقوعه على الحدث والشخص، أما وقوعه على الحدث فظاهر وأما وقوعه على الشخص، فتقول : هذا سحر وتريد به ذو سحر كما قال تعالى :﴿ولكن البر مَنْ ءامَنَ﴾ [ البقرة : ١٧٧ ] أي ذا البر قال الشاعر :
فإنما هي إقبال وإدبار.. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٠٦﴾
وقال السمرقندى :
قرأ حمزة والكسائي :﴿ ساحر ﴾ بالألف.
وقرأ الباقون :﴿ ساحر ﴾ بغير ألف.
فمن قرأ بالألف يعني : هذا رجل ساحر.
ومن قرأ بغير ألف يعني : هذا الفعل سحر.
والاختلاف في أربع مواضع : هاهنا، وفي سورة يونس، وفي سورة هود، وفي سورة الصف.
قرأ حمزة والكسائي في هذا كله : بالألف.
وقرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر في هذا كله : بغير ألف.
وقرأ عاصم وابن كثير : بغير ألف إلا في سورة يونس. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
وقرأ حمزة والكسائي "إلا ساحر" فالإشارة إلى عيسى عليه الصلاة والسلام، وجعل الإشارة إليه على القراءة الأولى وتأويل السحر بساحر لتتوافق القراءتان لا حاجة إليه. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف ﴿ إلاّ ساحر ﴾.
والإشارة إلى عيسى المفهوم من قوله :﴿ إذْ جئتهم بالبيّنات ﴾.
ولا شك أنّ اليهود قالوا لعيسى كلتا المقالتين على التفريق أو على اختلاف جماعات القائلين وأوقات القول. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾
سؤال : فإن قيل : إنه تعالى شرع ههنا في تعديد نعمه على عيسى عليه السلام وقول الكفار في حقه ﴿إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ ليس من النعم، فكيف ذكره ههنا ؟