وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل ﴾ يُقال : ما وجه اتصال هذه الآية بما قبلها؟ فالجواب أنه اتصال الزجر عن الإظهار خلاف الإبطان في وصية أو غيرها مما ينبىء أن المجازِي عليه عالمٌ به.
و"يَوْمَ" ظرف زمان والعامل فيه "واسمعوا" أي واسمعوا خبر يوم.
وقيل : التقدير واتقوا يوم يجمع الله الرسل ؛ عن الزجاج.
وقيل : التقدير اذكروا أو احذروا يوم القيامة حين يجمع الله الرسل، والمعنى متقارب ؛ والمراد التهديد والتخويف.
﴿ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ ﴾ أي ما الذي أجابتكم به أُممكم؟ وما الذي ردّ عليكم قومكم حين دعوتموهم إلى توحيدي؟.
﴿ قَالُواْ ﴾ أي فيقولون :﴿ لاَ عِلْمَ لَنَآ ﴾. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل﴾

فصل


قال الفخر :
في هذه الآية قولان :
أحدهما : أنها متصلة بما قبلها وعلى هذا التقدير ففيه وجهان : الأول : قال الزجاج تقديره : واتقوا الله يوم يجمع الله الرسل، ولا يجوز أن ينصب على الظرف لهذا الفعل لأنهم لم يؤمروا بالتقوى في ذلك اليوم، ولكن على المفعول له.
الثاني : قال القفال رحمه الله : يجوز أن يكون التقدير : والله لا يهدي القوم الفاسقين يوم يجمع الله الرسل، أي لا يهديهم إلى الجنة كما قال ﴿وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ﴾ [ النساء : ١٦٨، ١٦٩ ]
والقول الثاني : أنها منقطعة عما قبلها، وعلى هذا التقدير ففيه أيضاً وجهان : الأول : أن التقدير : اذكر يوم يجمع الله الرسل.
والثاني : أن يكون التقدير : يوم يجمع الله الرسل كان كيت وكيت. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٠١﴾

فصل


قال الفخر :
قال صاحب "الكشاف" قوله ماذا منتصب بأجبتم انتصاب مصدره على معنى أي أجابه أجبتم إجابة إنكار أم إجابة إقرار.
ولو أريد الجواب لقيل بماذا أجبتم.


الصفحة التالية
Icon