﴿ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطين كَهَيْئَةِ الطير ﴾ أي تُصوَّر منه هيئةً مماثلة لهيئة الطير ﴿ بِإِذْنِى ﴾ بتسهيلي وتيسيري، لا على أن يكون الخلقُ صادراً عنه عليه السلام حقيقة، بل على أن يظهر ذلك على يده عليه السلام عند مباشرةِ الأسباب مع كون الخلق حقيقةً لله تعالى كما ينبىء عنه قوله تعالى :﴿ فَتَنفُخُ فِيهَا ﴾ أي في الهيئة المصوَّرة ﴿ فَتَكُونُ ﴾ أي تلك الهيئة ﴿ طَيْراً بِإِذْنِى ﴾ فإن إذنه تعالى لو لم يكن عبارةً عن تكوينه تعالى للطير بل عن محضِ تيسيره مع صدور الفعل حقيقةً عما أُسند إليه لكان هذا تكوّناً من جهة الهيئة، وتكريرُ قوله :﴿ بِإِذْنِى ﴾ في الطير مع كونه شيئاً واحداً، للتنبيه على أن كلاًّ من التصوير والنفخ أمرٌ معظّم بديعٌ لا يتسنى ولا يترتب عليه شيء إلا بإذنه تعالى ﴿ وَتُبْرِىء الاكمه والابرص بِإِذْنِى ﴾ عطف على ( تخلُق ).


الصفحة التالية
Icon