ولا يخفى أنه مخالف لما يقتضيه السباق والسياق، وقيل : الترديد بالنسبة إلى فرقتين، والمعنى إن تعذبهم أي من كفر منهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم وتعف عمن آمن منهم فإنك الخ وهو بعيد جداً، وظاهر ما قالوه أنه ليس في قوله سبحانه ﴿ وَإِن تَغْفِرْ ﴾ الخ تعريض بسؤال المغفرة وإنما هو لإظهار قدرته سبحانه وحكمته، ولذا قال سبحانه ﴿ العزيز الحكيم ﴾ دون الغفور الرحيم مع اقتضاء الظاهر لهما، وما جاء في الأخبار مما أخرجه أحمد في "المصنف" والنسائي والبيهقي في "سننه" عن أبي ذر قال :"صلى رسول الله ﷺ ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها ﴿ إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ﴾ الخ فلما أصبح قلت : يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت قال : إني سألت ربي سبحانه الشفاعة فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله تعالى من لا يشرك بالله تعالى شيئاً" وما أخرجه مسلم وابن أبي الدنيا في حسن الظن والبيهقي في "الأسماء والصفات" وغيرهم عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما :"أن النبي ﷺ تلا قول الله سبحانه في إبراهيم عليه السلام


الصفحة التالية
Icon