وقد أكد عليه السلام أنه بلغهم تلك الحقائق، فقال كما حكى عنه ربه :(وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. أى كنت مشاهدا لهم رقيبا عليهم تعلم ما حاولوه من الزيغ والتحريف مدة بقائى فيهم، فما تركت تنبيههم إلى التوحيد فى العبادة والذات والصفات والتكوين مدة إقامتى بينهم، ولما تركت الدنيا كنت أنت الرقيب.
(فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل لثيء شهيد) فى النص
الكريم السابق ذكر - عليه السلام - شهادته عليهم وهو حى، قائم برسالته مؤد لها على وجهها، وفى هذا النص يذكر انتهاء مهمته بوفاته، ويفوض أمرهم إلى ربهم فى ألطف تعبير وأدق إشارة.
والفاء للتفصيل كما تدل على الحالية والبعد به، والمعنى عند حد وفاتى ومن قبلها، ومن بعد كنت أنت وحدك الرقيب عليهم العالم بحالهم وأنت على كل شىء عالم بحالهم تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور. أ هـ ﴿زهرة التفاسير صـ ٢٤٠٨ ـ ٢٤٠٩﴾


الصفحة التالية
Icon