لما تقدم هنا :(وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ) فناسب تقديم كلمة التوحيد النافية للشرك رداً
عليهم، ثم ذكر الخلق.
ولما تقدم في المؤمن كونه خالقا بقوله تعالى :(لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ)
ناسب تقديم كلمة الخلق ثم كلمة التوحيد.
٩٣٩ - مسألة :
قوله تعالى :(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) وقال بعده :
(وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا فَعَلُوهُ)؟.
جوابه :
لما تقدم في الأول :(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا)،
الآية وهو تسلية له - ﷺ - ناسب ذلك ولو شاء ربك الحافظ لك ما فعلوه.
وأما الثانية : فتقدمها قوله :(وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا).
فناسب ذلك : ولو شاء الله الذي جعلوا له ذلك ما فعلوه.
٩٣٢ - مسألة :
قوله تعالى :(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ)
وفى النحل وغيرها :(بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ)؟".
جوابه :
أن الأصل دخول الباء فيه لكن تقدم قوله تعالى :(اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ).
ولما تقدم هنا :(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) وتأخر (وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ناسب من يضل عَنْ سَبِيلِهِ، وبقية الآيات
إخبار عمن سبق منه الضلال فناسب الفعل الماضى.
١٣٣ - مسألة :
قوله تعالى :(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ). وقال في هود :(مُصْلِحُونَ)؟.
جوابه :
أن آية الأنعام تقدمها قوله تعالى :(أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ)
أي - يوقظونكم
بالآيات من غفلاتكم، لأن الإنذار الإيقاظ من الغفلات عن
المنذر به، فناسب قوله :(غَافِلُونَ)


الصفحة التالية
Icon