١٠٦ - قوله إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ٩٥ في هذه السورة وفي آل عمران تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ٢٧ وكذلك في الروم ١٩ ويونس ٣١ يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي لأن ما في هذه السورة وقعت بين أسماء الفاعلين وهو فالق الحب والنوى ٩٥ فالق الإصباح وجعل الليل سكنا ٩٦ واسم الفاعل يشبه الاسم من وجه فيدخله الألف واللام والتنوين والجر وغير ذلك ويشبه الفعل من وجه فيعمل عمل الفعل ولا يثنى ولا يجمع إذا عمل وغير ذلك ولهذا جاز العطف عليه بالفعل نحو قوله إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا ٥٧ ١٨ وجاز عطفه على الفعل نحو قوله سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ٧ ١٩٣
فلما وقع بينهما ذكر يخرج الحي من الميت لفظ الفعل ومخرج الميت من الحي بلفظ الاسم عملا بالشبهين وأخر لفظ الاسم لأن الواقع بعده اسمان والمتقدم اسم واحد بخلاف ما في آل عمران لأن ما قبله وما بعده أفعال فتأمل فيه فإنه من معجزات القرآن
١٠٧ - قوله قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون ٩٧ ثم قال قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون ٩٨ وقال بعدهما إن في ذلك لآيات
لقوم يؤمنون ٩٩ لأن من أحاط علما بما في الآية الأولى صار عالما لأنه أشرف العلوم فختم الآية بقوله يعلمون والآية الثانية مشتملة على ما يستدعي تأملا وتدبرا والفقه علم يحصل بالتدبر والتأمل والتفكر ولهذا لا يوصف به الله سبحانه وتعالى فختم الآية بقوله يفقهون ومن أقر بما في الآية الثالثة صار مؤمنا حقا فختم الآية بقوله يؤمنون حكاه أبو مسلم عن الخطيب
وقوله إن في ذلكم لآيات ٩٩ في هذه السورة بحضور الجماعات وظهور الآيات عم الخطاب وجمع الآيات
١٠٨ - قوله أنشأكم ٩٨ وفي غيرها خلقكم ٢١ و٤ ١ و٦ ٢ و٧ ١٨٩ الخ لموافقة ما قبلها وهو وأنشأنا من بعدهم ٦ وما بعدها وهو الذي أنشأ جنات معروشات ١٤١