هذا مذهب سيبويه وقرأ أبو عمر والكسائي والاعمش وابن كثير وشبل بكسرهما جميعا والمعنى الاولى قال انه وكسر الثانية لانها مبتدأة بعد الفاء
وقرأ أهل المدينة بفتح الاولى لانها تبيين للرحمة وكسروا الثانية لما تقدم ٥٩ وقوله جل وعز (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) المعنى على هذه القراءة ولتستبين يا محمد سبيل المجرمين فان قيل فقد كان ﷺ يستبينها فالجواب عند الزجاج أن الخطاب للنبي ﷺ خطاب لامته بالمعنى ولتستبينوا سبيل المجرمين فان قيل فلم لم تذكر سبيل المؤمنين ففي هذا جوابان
أحدهما أنه إذا استبينت سبيل المجرمين فقد استبينت سبيل المؤمنين والجواب الآخر أن يكون مثل قوله (سرابيل تقيكم الحر) فالمعنى وتقيكم البرد ثم حذف وكذلك هذا يكون المعنى
ولتستبين سبيل المؤمنين ثم حذف ٦٠ وقوله جل وعز (قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به) أي ما تستعجلون من اقتراح الآيات ويجوز أن يكون المعنى ما تستعجلون به من العذاب
٦١ ثم قال جل وعز (ان الحكم الا لله يقضي الحق) كذلك قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو عبد الرحمن السلمي وسعيد بن المسيب واحتج بعض من قرأ هذه القراءة بأن بعده (وهو خير الفاصلين) والفصل لا يكون الا في القضاء والحكم وقرأ ابن عباس ومجاهد والاعرج (يقص الحق) قال ابن عباس كما قال جل وعز (نحن نقص عليك أحسن القصص) واحتج بعض من قرأ هذه القراءة بأنه في السواد بلا ياء قال ولو كانت يقضي لكانت بالحق وهذا الاحتجاج لا يلزم لأن مثل هذه الياء تحذف
كثيرا وأما قوله لو كانت يقضي لكانت بالحق فلا يلزم أيضا لأن معنى يقضي يأتي ويصنع فالمعنى يأتي الحق
ويجوز أن يكون المعنى يقضي القضاء الحق ٦٢ وقوله جل وعز (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو) (جمع مفتح مفاتح وجمع مفتاح مفاتيح أي الوصلة إلى علم الغيب


الصفحة التالية
Icon