والفتح على معنى ولكم في الارحام مستقر وفي الاصلاب مستودع والكسر بمعنى فمنكم مستقر وقال سعيد بن جبير قال ابن عباس هل تزوجت فقلت لا فقال ان الله جل وعز يستخرج من ظهرك ما استودعه فيه وقرأ ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما (فمستقر) بالكسر (ومستودع) وقال ابراهيم النخعي المعنى فمستقر في الرحم ومستودع في الصلب وقال الحسن فمستقر في القبر ومستودع في الدنيا يوشك أن يلحق بصاحبه حدثني محمد بن ادريس قال حدثنا ابراهيم بن مرزوق
قال حدثنا أبو داود عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله جل وعز (فمستقر ومستودع) قال المستقر ما كان في الرحم والمستودع الصلب ١١٢ ثم قال جل وعز (قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون) قال قتادة فصلنا بمعنى بينا ١١٣ وقوله عز وجل (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضرا) (خضرا) بمعنى أخضر ١١٤ وقوله عز وجل (ومن النخل من طلعها قنوان دانية) قال قتادة القنوان العذوق وكذلك هو عند أكثر أهل اللغة
يقال عذق وقنو بمعنى واحد فأما العذق فالنخلة وقيل القنوان الجمار وقال البراء بن عازب دانية قريبة والمعنى ومنها قنوان بعيدة كما قال تعالى (سرابيل تقيكم الحر) ١١٥ وقوله جل وعز (والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه) أي مشتبها في المنظر وغير متشابه في الطعم ١١٦ ثم قال جل وعز (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه) أي ونضجه
يقال ينع وينع وأينع وينع إذا نضج وأدرك
وقال الحجاج في خطبته (أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها) ١١٧ وقوله جل وعز (وجعلوا لله شركاء الجن) قيل معناه انهم أطاعوهم كطاعة الله وقيل معناه نسبوا إليهم الافاعيل التي لا تكون الا لله جل وعز أي فكيف يكون الشريك لله المحدث الذي لم يكن ثم كان ١١٨ وقوله جل وعز (وخلقهم) يحوز أن يكون المعنى وخلق الشركاء ويجوز أن يكون المعنى وخلق الذين جعلوا وقرأ يحيى بن يعمر (وخلقهم) باسكان اللام قال ومعناه وجعلوا خلقهم لله شركاء


الصفحة التالية
Icon