وقال غيره القراءة بهذا تجوز وليس المعنى على ما ذهب إليه أبو حاتم ولكن معناه دارست أمتك أي دارستك أمتك فان كان لم يتقدم لها ذكر فانه يكون مثل قوله تعالى (حتى توارت بالحجاب) وحكى الاخفش (وليقولوا درست) وهو بمعنى درست الا أنه أبلغ وحكى أبو العباس أنه يقرأ (وليقولوا درست) باسكان اللام على الامر وفيه معنى التهديد أي فليقولوا ما شاءوا فان الحق بين كما قال جل وعز (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا) فأما من كسر اللام فانها عنده لام كي قال أبو اسحاق وأهل اللغة يسمونها لام الصيرورة أي
صار إلى هذا كما قال جل وعز (ربنا ليضلوا عن سبيلك) وكما تقول كتب فلان هذا الكتاب لحتفه أي فصار أمره إلى ذلك وهذه القراءات كلها يرجع اشتقاقها إلى شئ واحد إلى التليين والتذليل
ودرست قرأت وذللت ودرست الدار ذلت وأمحقت وقال ودرس الحنطة أي داسها ١٢٣ وقوله جل وعز (ولو شاء الله ما أشركوا) قيل معنا لو شاء الله لاستأصلهم والله أعلم بما أراد
١٢٤ ثم قال جل وعز (وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل) وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ١٢٥ وقوجل وعز (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) قال قتادة كان المسلمون يسبون الاصنام فيسب المشركون الله عدوا بغير علم وروي أن في قراءة أهل مكة (عدوا بغير علم) والقراءة حسنة ومعنى (عدوا) بمعنى أعداء كما قال تعالى (ان الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) وتقرأ (عدوا) يقال إذا تجاوز في الظلم عدا يعدو
عدوا وعدوا وعدوانا وعداء ١٢٦ ثم قال جل وعز (كذلك زينا لكل أمة عملهم) قيل معناه مجازاة على كفرهم وقيل أعمالهم يعني الاعمال التي يجب أن يعملوا بها وهي الايمان والطاعة والله أعلم بحقيقة ذلك
١٢٧ وقوله جل وعز (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) أي اجتهدوا في الحلف (لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها) يعنون آية مما يقترحون ١٢٨ وقوله جل وعز (وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون)