وروي عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ (كأنما يتصعد) ومعنى هذه القراءة وقراءة من قرأ يصعد ويصاعد واحد والمعنى فيها أن الكافر من ضيق صدره كأنه يريد أن يصعد إلى السماء وهو لا يقدر على ذلك كأنه يستدعي ذلك ومن قرأ (يصعد) فمعناه أنه من ضيق صدره كأنه في حال صعود قد كلفه وقال أبو عبيد من هذا قول عمر (مات صعدتني ﷺ خطبة ما تصعدتني خطبة النكاح) وقد أنكر هذا على أبي عبيد وقيل انما هذا من الصعود
وهي العقبة الشاقة قال الله جل وعز (سأرهقه صعودا) ١٥٣ ثم قال جل وعز (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) قال مجاهد الرجس ما لا خير فيه وكذلك الرجس عند أهل اللغة هو النتن فمعنى الآية والله أعلم ويجعل اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة على الذين لا يؤمنون ١٥٤ وقوله جل وعز (قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون) أي بينا ١٥٥ ثم قال جل وعز (لهم دار السلام عند ربهم)
ويجوز أن يكون المعنى دار السلامة أي التي يسلم فيها من الآفات ويجوز أن يكون المعنى دار الله جل وعز وهو السلام
١٥٦ وقوله جل وعز (ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس) المعنى فيما يقال لهم يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس أي كثر من أغويتم ١٥٧ ثم قال جل وعز (وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض) ففي هذا قولان أحدهما ان الجن أغوت إذا الانس وقبلت الانس منهم والقول الآخر أن الرجل كان إذا سافر في الجاهلية
فخاف قال أعوذ بصاحب هذا الوادي من شر ما أحذر فهذا استمتاع الانس بالجن واستمتاع الجن بالانس أنهم يعترفون أن الجن يقدرون أن يدفعوا عنهم ما يجدون والقول الاول أحسن ويدل عليه (يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس) ١٥٨ وقوله جل وعز (قال النار مثواكم) المثوى المقام
١٥٩ ثم قال جل وعز (خالدين فيها الا ما شاء الله) في هذا قولان أحدهما أنه استثناء ليس من الاول والمعنى على هذا الا ما شاء الله من الزيادة في عذابهم


الصفحة التالية
Icon