ما بدأنا به ١٧٠ وقوله جل وعز (وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا) قال مجاهد يعني البحيرة والسائبة قال غيره كانوا إذا جعلوا لاصنامهم شيئا مما في بطون الانعام فولدت مولودا حيا ذكرا كان للذكران دون الاناث وإذا ولدت ميتا ذكرا اشترك فين الذكران والاناث فذلك قوله تعالى (وان يكن ميتة فهم فيه شركاء)
وقال قطرب إذا أتأمت عشرا فما ولدت بعد ذلك فهو للذكور الا أن يموت فيشترك فيه أكله الذكر والانثى وقرأ الاعمش (وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالص لذكورنا) قال الكسائي معنى خالص وخالصة واحد الا أن (الهاء) للمبالغة كما يقال رجل داهية وعلامة
وقال الفراء الخاء لتأنيث الانعام لأن ما في بطون الانعام مثلها وقرئ (خالصه لذكورنا) والمعنى على هذه القراءة ما خلص منه حيا لذكورنا (ومحرم على أزواجنا) أي الاناث قال مجاهد معنى (سيجزيهم وصفهم) أي سيجزيهم كذبهم
والتقدير عند النحويين سيجزيهم جزاء وصفهم الذي هو كذب ١٧٠ وقوله جل وعز (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم) يعني قتلهم البنات جهلا ١٧١ ثم قال جل وعز (وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين) قال أبو رزين ولم يكونوا مهتدين قبل ذلك ١٧٢ وقوله جل وعز (وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات) أنشأ خلق وابتدع والجنات البساتين
وقيل المعروشات الكروم (والنخل والزرع مختلفا أكله) أي ثمره لأنه مما يؤكل (والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه) قيل مشتبه في المنظر ومختلف في المطعم فيه حلو وحامض وقيل يشبه بعضه بعضا في الطعم ومنه مالا يشبه بعضه بعضا في الطعم ١٧٣ ثم قال جل وعز (كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم
حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) في هذه الآية ثلاثة أقوال


الصفحة التالية
Icon