والمعنى ان ما كان عنده هو النهاية في المجازاة أعطى عشرة أمثاله ٢٠٩ وقوله جل وعز (قل انني هداني ربي إلى صراط مستقيم) الصراط الطريق والمعنى عرفني الدين الذي هو الحق ٢١٠ ثم قال جل وعز (دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا) والقيم المستقيم ومن قرأ (قيما) فهو مصدر مثل الصغر والكبر ٢١١ وقوله جل وعز (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) النسك جمع النسيكة وهي الذبيحة وأصل هذا من التقرب لله جل وعز ومنه (قيل رجل) ناسك
وانما قيل هذا لانهم كانوا يذبحون لغير الله جل وعز ٢١٣ وقوله جل وعز (قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شئ) معنى أبغي أريد وأطلب ٢١٣ وقوله جل وعز (وهو الذي جعلكم خلائف الارض) يعني أمة محمد ﷺ وقيل لانهم آخر الامم فقد خلفوا من كان قبلهم
الارض) يعني أمة محمد ﷺ وقيل لانهم آخر الامم فقد خلفوا من كان قبلهم وقيل لأن بعضهم يخلف بعضا حتى تقوم الساعة عليهم والحديث يقوي هذا القول
٢١٤ ثم قال جل وعز (ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم) أي فضل بعضكم على بعض في الزرق (ليبلوكم فيما آتاكم) أي ليختبركم فيما أعطاكم فينظر كيف شكركم وقد علم ما يكون علم غيب وانما تقع المجازاة على الشهادة ٢١٥ قم قال جل وعز (ان ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) فعقابه جل وعز وإن كان أكثره يوم القيامة فان كل آت قريب
وروي عن ابن عباس أنه قال نزلت سورة الانعام بمكة جملة واحدة الا ثلاث آيات منها فانهن انزلن بالمدينة وهو قوله جل وعز (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا) إلى آخر الآيات.
(تم بعونه تعالى تفسير سورة الانعام). أ هـ ﴿معانى القرآن / للنحاس حـ ٢ صـ ٣٩٥ ـ ٥٣٨﴾