وقال الأخفش :
سورة ( الأنعام )
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ﴾
فأمَّا قوله عز وجل ﴿وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ﴾ فـ﴿أَجَلٌ﴾ على الابتداء وليس على ﴿قَضَى﴾.
﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ﴾
[قال تعالى] ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ﴾ ثم قال ﴿مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ﴾ كأنه أخبر النبي ﷺ ثم خاطبه معهم كما قال ﴿حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم﴾ فجاء بلفظ الغائب وهو يخاطب لأنه هو المخاطب.
﴿ قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل للَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾
وقال: ﴿كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ﴾ فنصب لام ﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ﴾ لأن معنى "كَتَبَ" كأنه قال "و اللهِ لَيَجْمَعَنَّكُمْ" ثم أبدل فقال ﴿الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنْفُسَهُمْ﴾ أي: لَيَجْمَعَنَّ الذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُم.
﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ ﴾
[وقال] ﴿أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ على النعت. وقال بعضهم ﴿فاطرُ﴾ بالرفع على الابتداء أيْ: هُوَ فاطرُ.


الصفحة التالية
Icon