ولعلنا قد سبقنا سياق السورة ; ونحن نبين منهجها الموضوعي وهي تتناول قضية العقيدة بجملتها، في مواجهة مناسبة جزئية تتعلق بأمر التشريع والحاكمية. وهي المناسبة التي لا نقول: إنها اقتضت ذلك الحشد المتجمع المتدفق من التقريرات والتأثيرات في سياق السورة كله، وهذا البيان الرائع الباهر لحقيقة الألوهية في مجالها الواسع الشامل. ولكننا نقول: إنها المناسبة التي ربطت في سياق السورة بهذا كله ; فدل هذا الربط على طبيعة هذا الدين ; ونظرته لقضية التشريع والحاكمية في الكبير والصغير، وفي الجليل والحقير من شؤون هذه الحياة الدنيا.. كما أسلفنا..
فالآن نمضي في التعريف المجمل بالسورة وخصائصها وملامحها، على النحو الذي ألفناه في هذه الظلال، قبل الدخول في الاستعراض المفصل للسياق:
٧ - مكية الأنعام ورد القول بمدنية بعض آياتها
في روايات عن ابن عباس، وعن أسماء بنت يزيد، وعن جابر، وعن أنس بن مالك وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنهم جميعا - أن هذه السورة مكية، وأنها نزلت كلها جملة واحدة.