فصل فى متشابهات السورة الكريمة


قال ابن جماعة :
سورة الأنعام
١١٢ - مسألة :
قوله تعالى :(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) فرق بين (خلق) و (جعل) ؟.
جوابه :
أن السموات والأرض أجرام، فناسب فيهما :(خلق )والظلمات والنور أعراض ومعان فناسب فيهما :(جعل)
ومثله كثير كقوله تعالى :(فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا) أي لا تصفوا، (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ )
وهو كثير.
١١٣ - مسألة :
قوله تعالى :(وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ). جمع الظلمات
وأفرد النور؟
جوابه :
أما من جعل الظلمات : الكفر، والنور : الإيمان، فظاهر لأن
أصناف الكفر كثيرة، والإيمان شىء واحد.
ومن قال : بأن المراد - حقيقتهما، فلأنه يقال : رجل نور،
ورجال نور، فيقال للواحد وللجماعة، وواحد الظلمات :
ظلمة، فجمعت جمع التأنيث. ولأن حقيقة النور واحدة،
وحقائق الظلمات مختلفة.
١١٤ ـ مسألة :
قوله تعالى :(فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ ) وفى الشعراء :
(قسيأتيهم )؟.
جوابه :
مع قصد التنويع في الفصاحة، فإن المراد بآية الأنعام
الدلالة على نبوة النبى - ﷺ - من الآيات والمعجزات.
والمراد بالحق القرآن، ولكن لم يصرح به، وفى الشعراء صرح بالقرآن بقوله :(وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ ) فعلم أن المراد بالحق : القرآن، فناسب :
(فسيأتيهم ) تعظيما لشأن القرآن، لأن السين أقرب من
سوف.
١١٥ - مسألة :
قوله تعالى :( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا ) وفى الشعراء :(أَوَلَمْ يَرَوْا ) بالواو، وفى سبأ بالفاء )؟.
جوابه :
أنه إن كان السياق يقتضي النظر والاستدلال جاء بغير واو، وهنا كذلك لمن يعتبر الآيات قبله.
وإن كان يقتضي الاعتبار بالحاضر والمشاهدة جاء بالواو أو
الفاء، لتدل الهمزة على الإنكار، والواو على


الصفحة التالية
Icon