وعن ابن عباس قال : لما خلق الله آدم كان رأسه يَمسُّ السماء قال ؛ فوَطَده إلى الأرض حتى صار ستين ذراعاً في سبعة أذرع عرضاً.
وعن أُبيّ بن كعب قال : كان آدم عليه السلام طُوَالاً جَعْدا كأنه نخلة سَحُوق.
وعن ابن عباس في حديث فيه طول وحج آدم عليه السلام من الهند إلى مكة أربعين حجة على رجليه، وكان آدم حين أُهبِط تمسح رأسه السماء ؛ فمن ثم صَلِع وأورث ولده الصَّلَع، ونَفَرت من طوله دواب البرّ فصارت وحشا من يومئذ، ولم يمت حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفاً، وتُوفي على ذِرْوة الجبل الذي أنزل عليه، فقال شيث لجبريل عليهما السلام :"صَلِّ على آدم" فقال له جبريل عليه السلام : تقدّم أنت فَصَلِّ على أبيك وكَبِّر عليه ثلاثين تكبيرة، فأما خمس فهي الصلاة، وخمس وعشرون تفضيلاً لآدم.
وقيل : كبّر عليه أربعاً ؛ فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليها حافظاً لا يقربه أحد من بني قابيل، وكان الذين يأتونه ويستغفرون له بنو شيث، وكان عمر آدم تسعمائة سنة وستا وثلاثين سنة. (١)
________
(١) شأن هذه الروايات كشأن ما تقدمها تحتاج إلى سند صحيح. والله أعلم.
ويقال : هل في الآية دليل على أن الجواهر من جنس واحد؟ الجواب نعم ؛ لأنه إذا جاز أن ينقلب الطين إنساناً حياً قادراً عليما، جاز أن ينقلب إلى كل حال من أحوال الجواهر ؛ لتسوية العقل بين ذلك في الحكم، وقد صح انقلاب الجماد إلى الحيوان بدلالة هذه الآية. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ هو الذي خلقكم من طين ﴾ يعني أنه تعالى خلق آدم من طين وإنما خاطب ذريته بذلك لأنه أصلهم وهم من نسله وذلك لما أنكر المشركون البعث وقالوا مَن يحيي العظام وهي رميم أعلمهم بهذه الآية أنه خلقهم من طين وهو القادر على إعادة خلقهم وبعثهم بعد الموت.