قال الضحاك :"أَجَلاً" في الموت ﴿ وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ﴾ أجل القيامة ؛ فالمعنى على هذا : حَكَم أجلاً، وأعلمكم أنكم تقيمون إلى الموت ولم يعلمكم بأجل القيامة.
وقال الحسن ومجاهد وعِكْرمة وخصيف وقَتَادة وهذا لفظ الحسن : قضى أجل الدنيا من يوم خلقك إلى أن تموت ﴿ وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ﴾ يعني الآخرة.
وقيل :﴿ قضى أَجَلاً ﴾ ما أُعلمناه من أنه لا نبيّ بعد محمد ﷺ، ﴿ وَأَجَلٌ مُّسمًّى ﴾ من الآخرة.
وقيل :﴿ قضى أَجَلاً ﴾ مما نعرفه من أوقات الأهلّة والزرع وما أشبههما، ﴿ وَأَجَلٌ مُّسمًّى ﴾ أجل الموت ؛ لا يعلم الإنسان متى يموت.
وقال ابن عباس ومجاهد : معنى الآية ﴿ قضى أَجَلاً ﴾ بقضاء الدنيا، ﴿ وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ﴾ لابتداء الآخرة.
وقيل : الأوّل قبض الأرواح في النوم، والثاني قبض الروح عند الموت ؛ عن ابن عباس أيضاً. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ ثم قضى أجلاً وأجلّ مسمى عنده ثم أنتم تمترون ﴾ ﴿ قضى ﴾ إن كانت هنا بمعنى قدر وكتب، كانت ﴿ ثم ﴾ هنا للترتيب في الذكر لا في الزمان لأن ذلك سابق على خلقنا، إذ هي صفة ذات وإن كانت بمعنى أظهر، كانت للترتيب الزماني على أصل وضعها، لأن ذلك متأخر عن خلقنا فهي صفة فعل والظاهر من تنكير الأجلين أنه تعالى أبهم أمرهما.
وقال الحسن ومجاهد وعكرمة وخصيف وقتادة : الأول أجل الدنيا من وقت الخلق إلى الموت، والثاني أجل الآخرة لأن الحياة في الآخرة لا انقضاء لها، ولا يعلم كيفية الحال في هذا الأجل إلا الله تعالى، وروي عن ابن عباس أن الأول هو وفاته بالنوم والثاني بالموت.
وقال أيضاً : الأول أجل الدنيا والثاني الآخرة.
وقال مجاهد أيضاً : الأول الآخرة.
والثاني الدنيا.
وقال ابن زيد : الأول هو في وقت أخذ الميثاق على بني آدم حين استخرجهم من ظهر آدم، والمسمى في هذه الحياة الدنيا.