ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وأيده الطبرسي بقوله تعالى :﴿ وَيُرْسِلُ الأخرى إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ [ الزمر : ٤٢ ] ولا يخفى بعده لأن النوم وإن كان أخا الموت لكنه لم تعهد تسميته أجلاً وإن سمي موتاً، وقيل : إن كلا الأجلين للموت ولكل شخص أجلان أجل يكتبه الكتبة وهو يقبل الزيادة والنقص وهو المراد بالعمر في خبر "إن صلة الرحم تزيد في العمر" ونحوه وأجل مسمى عنده سبحانه وتعالى لا يقبل التغيير ولا يطلع عليه غيره عز شأنه وكثير من الناس قالوا : إن المراد بالزيادة الواردة في غير ما خبر الزيادة بالبركة والتوفيق للطاعة، وقيل : المراد طول العمر ببقاء الذكر الجميل كما قالوا : ذكر الفتى عمره الثاني وضعفه الشهاب، وقيل : الأجلان واحد والتقدير وهذا أجل مسمى فهو خبر مبتدأ محذوف و﴿ عِندَهُ ﴾ خبر بعد خبر أو متعلق بمسمى وهو أبعد الوجوه. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾
قال الفخر :
وأما قوله ﴿ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ فنقول : المرية والامتراء هو الشك.
واعلم أنا إن قلنا المقصود من ذكر هذا الكلام الاستدلال على وجود الصانع كان معناه أن بعد ظهور مثل هذه الحجة الباهرة أنتم تمترون في صحة التوحيد، وإن كان المقصود تصحيح القول بالمعاد فكذلك، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٢٨﴾
وقال الآلوسى :
﴿ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ﴾ أي تشكون في البعث كما أخرجه أبن أبي حاتم عن خالد بن معدان، وعن الراغب المرية التردد في المتقابلين وطلب الإمارة مأخوذ من مرى الضرع إذا مسحه للدر.


الصفحة التالية
Icon