" لطيفة "
قال الخازن :
قال النضر بن شميل : الباء في قوله بربهم بمعنى عن أي عن ربهم يعدلون وينحرفون من العدول عن الشيء وقبل دخول ثم في قوله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون دليل على معنى لطيف وهو أنه تعالى دل به على إنكاره على الكفار العدل به وعلى تعجيب المؤمنين من ذلك ومثال ذلك : أن تقول لرجل أكرمتك وأحسنت إليك وأنت تنكرني وتجحد إحساني إليك فتقول ذلك منكراً عليه ومتعجباً من فعله. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد الماوردى فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله :﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ جاء على صيغة الخبر وفيه معنى الأمر، وذلك أولى من أن يجيء بلفظ الأمر فيقول احْمِدِ الله، لأمرين :
أحدهما : أنه يتضمن تعليم اللفظ والمعنى، وفي الأمر المعنى دون اللفظ.
والثاني : أن البرهان إنما يشهد بمعنى الخبر دون الأمر.
﴿ الَّذِي خَلَقَ السَمَوَاتِ والأرضَ ﴾ لأن خلق السموات والأرض نِعَمٌ تستوجب الحمد، لأن الأرض تقل، والسماء تظل، وهي من أوائل نعمه على خلقه، ولذلك استحمد بخلقها وأضاف خلقها إلى نفسه عند حمده، على أن مستحق الحمد هو خالق السموات والأرض، ليكون باستحقاق الحمد منفرداً لانفراده بخلق السموات والأرض.
وفي جمع السموات وتوحيد الأرض وجهان :
أحدهما : لأن السموات أشرف من الأرض، والجمع أبلغ في التفخيم من الوحيد كقوله تعالى :﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلَنَا الذِّكْرَ ﴾ [ الحجر : ٩ ].
والثاني : لأن أوامره إلى الأرض تخترق جميع السماوات السبع.
وفي تقديم السموات على الأرض وجهان :
أحدهما : لتقدم خلقها على الأرض.
والثاني : لشرفها فقدمها على ذكر الأرض وإن كانت مخلوقة بعد الأرض.
وهذان الوجهان من اختلاف العلماء أيهما خُلِقَ أولاً.