وأنّما أجاب الله اقتراح الحواريّين إنزال المائدة لأنّهم كانوا قوماً صالحين، وما أرادوا إلاّ خيراً.
ولكنّ الله أنبأهم أنّ إجابتهم لذلك لحكمة أخرى وهي تستتبع نفعاً لهم من حيث لا يشعرون، فكانوا أحرياء بأن يشكروا نعمة الله عليهم فيما فيه استبقاء لهم لو كانوا موفّقين.
وسيأتي عند قوله تعالى :﴿ وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربّه قل إنّ الله قادر على أن ينزلّ آية ﴾ زيادة بيان لهذا.
ومن المفسّرين من فسّر ﴿ قضي الأمر ﴾ بمعنى هلاكهم من هول رؤية الملك في صورته الأصبية.
وليس هذا بلازم لأنّهم لم يسألوا ذلك.
ولا يتوقّف تحقّق ملكيّته عندهم على رؤية صورة خارقة للعادة، بل يكفي أن يروه نازلاً من السماء مثلاً حتى يصاحب النبي ﷺ حين يدعوهم إلى الإسلام، كما يدلّ عليه قوله الآتي :﴿ ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً ﴾. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon