وإنّما وصفوا بِ ﴿ المكذّبين ﴾ دون المستهزئين للدلالة على أنّ التكذيب والاستهزاء كانا خلقين من أخُلاقهم، وأنّ الواحد من هذين الخلقين كاف في استحقاق تلك العاقبة، إذ قال في الآية السابقة ﴿ فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ﴾ [ الأنعام : ١٠ ] وقال في هذه الآية ﴿ كيف كان عاقبة المكذّبين ﴾.
وهذا ردّ جامع لدحض ضلالاتهم الجارية على سنن ضلالات نظرائهم من الأمم السالفة المكذّبين. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٦ صـ ﴾
" لطيفة "
قال العلامة نظام الدين النيسابورى :
اعلم أنه سبحانه قال ههنا ﴿ ثم انظروا ﴾ وفي موضع آخر ﴿ فانظروا ﴾ [ آل عمران : ١٣٧ ] فالفاء لمجرد اعتبار ترتيب النظر على السير. وثم لتباعد ما بين المباح والواجب فإن السير مباح والنظر واجب. وأيضاً شتان بين السير الصوري بقدم الأشباح وبين السير المعنوي بقدم الأرواح والله أعلم. أ هـ ﴿غرائب القرآن حـ ٣ صـ ٥٣﴾