والمعنى : أعطيناهم من البسطة في الأجسام والامتدادِ في الأعمار والسَّعةِ من الأموال والاستظهار بأسباب الدنيا في استجلاب المنافع واستدفاع المضارِّ ما لم نُعط أهلَ مكةَ ففعلوا ما فعلوا ﴿ فأهلكناهم بِذُنُوبِهِمْ ﴾ أي أهلكنا كلَّ قرن من تلك القرون بسبب ما يخُصّهم من الذنوب، فما أغنى عنهم تلك العُدَدُ والأسباب، فسيحِلُّ بهؤلاء مثلُ ما حل بهم من العذاب، وهذا كما ترى آخِرُ ما به الاستشهادُ والاعتبار، وأما قولُه سبحانه :﴿ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ ﴾ أي أحدثنا من بعد إهلاك كل قرن ﴿ قَرْناً آخَرِين ﴾ بدلاً من الهالكين فلبيان كمالِ قدرتِه تعالى وسَعة سُلطانه وأن ما ذُكر من إهلاك الأمم الكثيرة لم يَنْقُصْ من ملكه شيئاً بل كلما أهلك أمةً أنشأ بدلها أخرى. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon