وأخرج الأموي في "مغازيه" من حديث صحيح أن النبي ﷺ قال لسعد يوم حكم في بني قريظة :" لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات " وروى ابن ماجه يرفعه قال :" بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا إليه رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم وقال : يا أهل الجنة سلام عليكم ثم قرأ ﷺ قوله تعالى :﴿ سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ ﴾ [ ياس : ٥٨ ] فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إل شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه ".
وصح أن عبد الله بن رواحة أنشد بين يدي رسول الله ﷺ أبياته التي عرض بها عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته وهي :
شهدت بأن وعد الله حق...
وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف...
وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة شداد...
ملائكة الإله مسومينا
فأقره عليه الصلاة والسلام على ما قال وضحك منه، وكذا أنشد حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه قوله :
شهدت بإذن الله أن محمدا...
رسول الذي فوق السموات من عل
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما...
له عمل من ربه متقبل وأن الذي
عادى اليهود ابن مريم...
رسول أتى من عند ذي العرش مرسل
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم...
يقوم بذات الله فيهم ويعدل
فقال النبي ﷺ : وأنا أشهد.
وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى حكاية عن إبليس :﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيمانهم وَعَن شَمَائِلِهِمْ ﴾ [ الأعراف : ١٧ ] أنه قال : لم يستطع أن يقول ومن فوقهم لأنه قد علم أن الله تعالى سبحانه من فوقهم، والآيات والأخبار التي فيها التصريح بما يدل على الفوقية كقوله تعالى :﴿ تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز الحكيم ﴾ [ الزمر : ١ ].


الصفحة التالية
Icon