قال مقيده عفا الله عنه : من المعروف في كلام العرب، إطلاق الصمد على السيد العظيم، وعلى الشيء المصمت الذي لا جوف له، فمن الأول قول الزبرقان :
سيروا جميعاً بنصف الليل واعتمدوا... ولا رهينة إلا سيد صمد
وقول الآخر :
علوته بحسام ثم قلت له... خذها حذيف فأنت السيد الصمد
وقول الآخر :
ألا بكر الناعي بخير بني أسد... بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
ومن الثاني قول الشاعر :
شهاب حروب لا تزال جياده... عوابس يعلكن الشكيم المصمدا
فإذا علمت ذلك، فالله تعالى هو السيد الذي هو وحده الملجأ عند الشدائد والحاجات، وهو الذي تنزه وتقدس وتعالى عن صفات المخلوقين كأكل الطعام ونحوه، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً.
قوله تعالى :﴿ قُلْ إني أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ﴾ الآية.
يعني أول من أسلم من هذه الأمة التي أُرسلت إليها، وليس المراد أول من أسلم من جميع الناس كما بينه تعالى بآيات كثيرة تدل على وجود المسلمين. قبل وجوده ﷺ، ووجود أمته كقوله عن إبراهيم :﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العالمين ﴾ [ البقرة : ١٣١ ]، وقوله عن يوسف :﴿ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بالصالحين ﴾ [ يوسف : ١٠١ ]، وقوله ﴿ يَحْكُمُ بِهَا النبيون الذين أَسْلَمُواْ ﴾ [ المائدة : ٤٤ ] وقوله عن لوط وأهله، ﴿ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ المسلمين ﴾ [ الذاريات : ٣٦ ]، إلى غير ذلك من الآيات. أ هـ ﴿أضواء البيان حـ ١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon