وقرأ الأعمش، ويحيى بن وثاب، وإبراهيم :" رِدُّوا " بكسرها خالصاً.
وقد مَرَّ أن الفَعْلَ المُضَاعَفَ العين واللام يحوز في فائه إذا بُنِيَ للمفعول ثلاثة الأوجه المذكورة في " فاء " الثلاثي المُعْتَلِّ العين إذا بُنِيَ للمفعول، نحو : قِيلَ وبيعَ، وقد تقدَّم [ ذلك ].
وقال الشاعرُ :[ الطويل ]
٢١٤٢ - وَمَا حِلَّ جَهْلٍ حُبَا حُلَمَائِنَا...
وَلاَ قَائِلُ المَعْرُوفِ فِينَا يُعَنَّفُ
بكسر الحاء.
قوله :" وإنهم لكاذبون " تقدمَّ الكلامُ على هذه الجملة : هل هي مُسْتَأنَفَةٌ أو راجعة إلى قوله :" يا ليتنا نُرَدُّ " ؟. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٨ صـ ٩٦ ـ ٩٧﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (٢٨) ﴾
غداً يوم تنتهك الأستار، وتظهر الأسرار - فكم من مُجَلَّل بثوب تقواه، ويَحْكُم له معارفُه بأنه زاهدٌ في دنياه، راغب في عقباه، محبٌ لمولاه، مُفَارِقٌ لهواه، فَيُكْشَفُ الأمرعلى خلاف ما فهموه، ويفتضح عندهم بغير ما ظنوه.
وكم من متهتك ستر بما أظهر عليه! ظنَّ الكلُّ أنه خليع العذار هيِّن الأعلال، مشوش الأسرار، فظهر لذوي البصائر جوهره، وبدت عن خفايا الستر حقيقته.
ثم قال :﴿ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ﴾ أخبر عما علم أنه لا يكون أنه لو كان كيف كان يكون ؛ فقال لو رُدَّ أهل العقوبة إلى دنياهم لعادوا إلى جحدهم وإنكارهم، وكذلك لو رُدَّ أهل الصفاء والوفاء إلى دنياهم لعادوا إلى حسن أعمالهم. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٦٩﴾


الصفحة التالية
Icon