﴿ إِنْ هِىَ ﴾ أي ما هي ﴿ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا ﴾ والضمير للحياة المذكورة بعده كما في قول المتنبي
: هو الجد حتى تفضل العين أختها...
وحتى يكون اليوم لليوم سيداً
وقد نصوا على صحة عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة في مواضع، منها ما إذا كان خبر الضمير مفسراً له كما هنا.
وجعله بعضهم ضمير الشأن.
ولا يتأتى على مذهب الجمهور لأنهم اشترطوا في خبره أن يكون جملة.
وخالفهم في ذلك الكوفيون فقد حكي عنهم جواز كون خبره مفرداً إما مطلقاً أو بشرط كون المفرد عاملاً عمل الفعل كاسم الفاعل نحو إنه قائم زيد بناءً على أنه حينئذٍ يسد مسد الجملة.
وقيل وفيه بعد : يحتمل أن يكون الضمير المذكور عبارة عما في الذهن وهو الحياة والمعنى إن الحياة إلا حياتنا التي نحن فيها.
وهو المراد بقولهم : الدنيا لا القريبة الزوال أو الدنيئة أو المتقدمة على الآخرة كما يقول المؤمنون إذ كل ذلك خلاف الظاهر لا سيما الأخير.
﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾ أي إذا فارقتنا هذه الحياة أصلاً. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
﴿ وَقَالُواْ ﴾يجوز أن يكون عطفاً على قوله ﴿ لعادوا لما نُهوا عنه ﴾ [ الأنعام : ٢٨ ] فيكون جواب ﴿ لوْ ﴾، أي لو ردّوا لكذّبوا بالقرآن أيضاً، ولكذّبوا بالبعث كما كانوا مدّة الحياة الأولى.
ويجوز أن تكون الجملة عطفت على جملة ﴿ يقول الذين كفروا إن هذا إلاّ أساطير الأولين ﴾ [ الأنعام : ٢٥ ]، ويكون ما بين الجملتين اعتراضاً يتعلّق بالتكذيب للقرآن.
وقوله ﴿ إنْ هي ﴾ ( إن ) نافية للجنس، والضمير بعدها مبهم يفسّره ما بعد الاستثناء المفرّغ.