والضمير المجرور بـ ﴿ من ﴾ التبعيضية عائد إلى المشركين الذين الحديث معهم وعنهم ابتداء من قوله :﴿ ثم الذين كفروا بربِّهم يعدلون ﴾ [ الأنعام : ١ ]، أي ومن المشركين من يستمع إليك.
وقد انتقل الكلام إلى أحوالِ خاصّة عقلائهم الذين يربأون بأنفسهم عن أن يقابلوا دعوة الرسول ﷺ بمثل ما يقابله به سفهاؤهم من الإعراض التامّ، وقولِهم :﴿ قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ﴾ [ فصلت : ٥ ].
ولكن هؤلاء العقلاء يتظاهرون بالحلم والأناة والإنصاف ويخيّلون للدهماء أنّهم قادرون على مجادلة الرسول عليه الصلاة والسلام وإبطال حججه ثم ينهون الناس عن الإيمان. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٦ صـ ﴾
" القراءات والوقوف "
قال العلامة النيسابورى رحمه الله :
القراءات :﴿ ولا نكذب ونكون ﴾ بالنصب فيهما : حمزة وحفص ويعقوب وافق ابن عامر في ﴿ ونكون ﴾ الباقون : بالرفع ﴿ ولدار الآخرة ﴾ بالإضافة : ابن عامر بتأويل الساعة الآخرة، الباقون : بتعريف الدار ورفع الآخرة على الوصفية. ﴿ تعقلون ﴾ بتاء الخطاب : أبو جعفر ونافع وابن ذكوان وسهل ويعقوب وحفص وكذلك في الأعراف ﴿ يكذبونك ﴾ بالتخفيف من أكذبه إذا وجده كاذباً : علي ونافع والأعشى في اختياره. الباقون : بالتشديد من كذبه إذا نسبه إلى الكذب. ﴿ أن ينزل ﴾ بالتخفيف : ابن كثير.


الصفحة التالية
Icon