﴿ وَلَلدَّارُ الآخرة ﴾ التي هي محل الحياة الأخرى ﴿ خَيْرٌ لّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ الكفر والمعاصي لخلوص منافعها عن المضار والآلام وسلامة لذاتها عن الانصرام ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ ذلك حتى تتقوا ما أنتم عليه من الكفر والعصيان، والفاء للعطف على محذوف أي أتغفلون ( أو ألا تتفكرون فلا تعقلون )، وكان الظاهر أن يقال كما قال الطيبي وما الدار الآخرة إلا جد وحق لمكان ﴿ وَمَا الحياة الدنيا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ إلا أنه وضع ﴿ خَيْرٌ لّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ موضع ذلك إقامة للمسبب مقام السبب، وقال في "الكشف" : إن في ذلك دليلاً على أن ما عدا أعمال المتقين لعب ولهو لأنه لما جعل الدار الآخرة في مقابلة الحياة الدنيا وحكم على الأعمال المقابل بأنها لعب ولهو علم تقابل العملين حسب تقابل ما أضيفا إليه أعني الدنيا والآخرة فإذا خص الخيرية بالمتقين لزم منه أن ما عدا أعمالهم ليس من أعمال الآخرة في شيء فهو لعب ولهو لا يعقب منفعة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon