وفي أثناء عرض مواضع القوة والعمق في هذا الدين - وهي ظاهرياً تبدو في صورة الإنصاف الخادع والثناء المخدر - يقصد المؤلف قومه من أهل الكتاب ؛ لينبههم إلى خطورة هذا الدين، وإلى أسرار قوته ؛ ويسير أمام الأجهزة المدمرة بهذا الضوء الكشاف، ليسددوا ضرباتهم على الهدف.
وليعرفوا هذا الدين كما يعرفون أبناءهم!
إن أسرار هذا القرآن ستظل تتكشف لأصحابه ؛ جديدة دائماً ؛ كلما عاشوا في ظلاله ؛ وهم يخوضون معركة العقيدة ؛ ويتدبرون بوعي أحداث التاريخ ؛ ويطالعون بوعي أحداث الحاضر. ويرون بنور الله. الذي يكشف الحق، وينير الطريق..
﴿ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته؟ إنه لا يفلح الظالمون. ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون؟ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا : والله ربنا ما كنا مشركين. انظر كيف كذبوا على أنفسهم، وضل عنهم ما كانوا يفترون ﴾..