فإذا جاءتهم الساعة بغتة ورأوا ما لحقهم من الخسران في بيعهم قالوا حينئذ : يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وروى الطبرى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ في قوله يا حسرتنا، قال :" يرى أهل النار منازلهم في الجنة فيقولون يا حسرتنا ". أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو السعود :
﴿ قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَاء الله ﴾ هم الذين حُكِيت أحوالُهم، لكنْ وْضع الموصولُ موضعَ الضمير للإيذان بسبب خسرانهم بما في حيز الصلة من التكذيب بلقائه تعالى بقيام الساعة وما يترتب عليه من البعث وأحكامه المتفرعةِ عليه واستمرارِهم على ذلك، فإن كلمةَ ( حتى ) في قوله تعالى :﴿ حتى إِذَا جَاءتْهُمُ الساعة ﴾ غايةٌ لتكذيبهم لا لخُسرانهم فإنه أبديٌّ لا حدَّ له ﴿ بَغْتَةً ﴾ البغْتُ والبغتةُ مفاجأةُ الشيءِ بسرعة من غير شعور به يقال : بغَته بغْتاً وبغتةً أي فجأةً، وانتصابُها إما على أنها مصدرٌ واقع موقعَ الحال من فاعل جاءتهم أي مباغتةً أو من مفعوله أي مبغوتين وإما على أنها مصدرٌ مؤكِّدٌ على غير الصدر فإنّ ( جاءتهم ) في معنى بغتتهم كقولهم : أتيته ركضاً أو مصدرٌ مؤكِّد لفعل محذوف وقع حالاً من فاعل ( جاءتهم ) أي جاءتهم الساعة تبغتهم بغتة.


الصفحة التالية
Icon