وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ ﴾ أي ذنوبهم جمع وِزر.
﴿ على ظُهُورِهِمْ ﴾ مجاز وتوسّع وتشبيه بمن يحمل ثِقْلاً ؛ يقال منه : وَزَرَ يَزِر، ووَزِرَ يُوزَر فهو وازر ومَوْزور ؛ وأصله من الوَزَر وهو الجبل.
ومنه الحديث في النساء اللواتي خرجن في جنازة :" ارجعن مَوْزوراتٍ غيرَ مأجورات " قال أبو عبيد : والعامة تقول :"مأزورات" كأنه لا وجه له عنده ؛ لأنه من الوِزر.
قال أبوعبيد : ويقال للرجل إذا بسط ثوبه فجعل فيه المتاع احمل وِزْرك أي ثِقْلك.
ومنه الوزير لأنه يحمل أثقال ما يُسنَد إليه من تدبير الولاية : والمعنى أنهم لزمتهم الآثام فصاروا مثقلين بها.
﴿ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ أي ما أسوأ الشيء الذي يحملونه. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon