" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله :﴿ والموتى يَبْعَثُهُمُ الله ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أظهرها : أنها جملة من مبتدأ وخبر سِيقَتْ للإخبار بقُدْرتِهِ، وأنَّ من قدرَ على بَغْثِ الموتى يقدر على إحياء قلوب الكَفَرةِ بالإيمان، فلا تَتَأسَّفْ على من كفر.
والثاني : أن المَوْتى مَنْصُوبٌ بفعلٍ مُضْمَر يُفَسِّرُهُ الظَّاهر بعده، ورجح هذا الوحه على الرَّفع بالابتداء لطعف جملة الاشتغال على جملة فعلية قبلها، فهو نظير :﴿ والظالمين أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾ [ الإنسان : ٣١ ] بعد قوله :﴿ يُدْخِلُ ﴾ [ الإنسان : ٣١ ].
والثالث : أنَّهُ مرفوع على الموصول قبله، والمراد بـ " الموتى " الكفَّار أي : إما يستجيب المؤمنون السَّامِعُون من أوَّل وَهْلَةٍ، والكافرون الذين يجيبهم الله - تعالى - بالإيمان ويوفقهم له، فالكافرون يبعثهم الله ثم إليه يرجعون، وحينئذٍ يسمعون، وأمّا قبل ذلك فلا يسمعون ألْبَتَّةَ، وعلى هذا فتكون الجملة من قوله :﴿ يَبْعَثُهُمُ الله ﴾ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الحال، إلاّ أنْ هذا القول يبعده قوله تعالى :﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾، إلا أن يكون من ترشيح المجاز، وقد تقدَّم له نظائرُ.
وقرئ " يَرْجِعُونَ " من " رجع " الاَّزم. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٨ صـ ١٢٠ ـ ١٢١﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٣٦) ﴾
مَنْ فقد الاستماع في سرائره عَدِمَ توفيقَ الاتِّباعِ بظاهره، والاختيارُ السابقُ في معلومه - سبحانه - غالبٌ. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٧٠﴾