فصل
قال الفخر :
اعلم أن طوائف الكفار كانوا فرقاً كثيرين، فمنهم من ينكر نبوته لأنه كان ينكر رسالة البشر ويقول يجب أن يكون رسول الله من جنس الملائكة وقد ذكر الله تعالى في هذه السورة شبهة هؤلاء وأجاب عنها.
ومنهم من يقول : إن محمداً يخبرنا بالحشر والنشر بعد الموت وذلك محال.
وكانوا يستدلون بامتناع الحشر والنشر على الطعن في رسالته.
وقد ذكر الله تعالى ذلك وأجاب عنه بالوجوه الكثيرة التي تقدم ذكرها ومنهم من كان يشافهه بالسفاهة وذكر ما لا ينبغي من القول وهو الذي ذكره الله تعالى في هذه الآية.
واختلفوا في أن ذلك المحزن ما هو ؟ فقيل كانوا يقولن إنه ساحر وشاعر وكاهن ومجنون وهو قول الحسن.
وقيل : إنهم كانوا يصرحون بأنهم لا يؤمنون به ولا يقبلون دينه وشريعته.
وقيل : كانوا ينسبونه إلى الكذب والافتعال. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٦٨﴾
وقال أبو حيان :
﴿ قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكنّ الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾ وقال النقاش : نزلت في الحارث بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف فإنه كان يكذب في العلانية ويصدق في السرّ ويقول : نخاف أن تتخطفنا العرب ونحن أكلة رأس، وقال غيره : روي أن الأخنس بن شريف قال لأبي جهل.